الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد إقالته من قبل زياد العذاري: المكلف بالإعلام في وزارة التكوين المهني يتوجه برسالة مفتوحة الى الرأي العام

نشر في  15 جوان 2015  (19:04)

توجه مسعود الكواش المكلف بالإعلام بوزارة التكوين المهني والتشغيل برسالة مفتوحة الى زياد العذاري وزير التكوين المهني والتشغيل الذي أمر بإنهاء مهامه كمكلف بمأمورية بالوزارة بداية من اليوم. وكشف الكواش جملة من الحقائق في الرسالة الآتي نصها:

 

الجمهورية التونسية تونس في 15 جوان 2015
وزارة التكوين المهني والتشغيل
إدارة الإعلام والاتصال

إلى السيد الوزير

الموضوع: رسالة مفتوحة
تحية طيبة وبعد
سيدي الوزير 
أعتذر بداية إن لم أستجب لرغبتك في الخروج في صمت وأرجو أن يتسع صدرك لقراءة هذه الرسالة التي سأعتمد فيها خطاب الصراحة والصدق معك كما أعتمده دائما وكما اعتمدته معك في عملي منذ مجيئك ومع الوزراء الثلاثة الذين عملت أنا معهم قبل مجيئك رغم علمي بأنك لا تحبذ هذا النوع من الخطاب بل تفضل أن أعتمد معك خطاب المجاملة والمغالطة حتى لا أقول شيئا آخر.
وما يؤكد قولي أنك تمارس ضغوطك علي لكي أكذب على نفسي وعليك وأغالط الجميع بالاستجابة لطلبك مني في ثلاث مناسبات تقديم استقالتي لأسباب عائلية والحقيقة أنك تسعى لإقالتي من عملي بعد أن رفضت الاستجابة لطلباتك المخلة بأخلاقيات المهنة وبالحق في الاختلاف في الرأي وحرية التعبير والصحافة على غرار مساءلتك لي خلال اجتماعي معك في مكتبك يوم 08 ماي 2015 أي بعد أسبوع من نشر حديث صحفي لك بجريدة الصباح يوم 01 ماي 2015 لم يعجبك خاصة مقدمة الحديث التي كتبت فيها الصحفية أن الوزير "تملص وامتنع في أكثر من مناسبة عن الإجابة على الأسئلة.." وكأني أنا من أجراه ونشره.

وقد طلبت رأيي فيه فقلت لك بكل صدق ومهنية ودون مجاملة: إنه حديث جيد "مفلفل" صحيح أن به أسئلة محرجة لكنك أحسنت الإجابة والتخلص ومقدمة الحديث للصحفية حرية تحريرها كما تشاء وليس لي عليها أي سلطة ولا أتدخل في عملها. فقلت لي كان عليك طلب الصحفية التي أجرت الحديث لترسله لنا قبل نشره حتى تراجعه أنت وتدخل عليه التعديلات اللازمة زيادة أو نقصانا حتى يعجبك ثم نعيده للصحفية حتى تتولى نشره؟

فأجبتك في الحين أنني لم أقم بمثل هذه الممارسات في العهد السابق ولست مستعدا للقيام بها حاليا وأنا أحترم رأيك في الحديث الصحفي الذي لم يعجبك وعليك أنت أن تحترم اختلافي في الرأي معك وفي تقييم الحديث الصحفي فقلت لي هذا ليس اختلافا في الرأي ولانستطيع العمل هكذا. وانتهت المحادثة والاجتماع بيننا على هذا الكلام.
سيدي الوزير 
كنت أنتظر أن تعتذر عما بدر منك باعتبار هذه الممارسات لم تعد تليق بوزير بعد الثورة كان ناطقا رسميا باسم حزب أعتقد أنه يحترم حرية الصحافة والصحفيين ولا يقبل بمثل هذه الممارسات....
كنت أنتظر منك وأرى فيك وزيرا ديمقراطيا يقبل بالرأي المخالف ويعطي أهمية كبرى لحرية الصحافة ولا يقبل التدخل في عمل الصحفي ولا يطلب ذلك من المكلف بالإعلام. كنت أنتظر منك أن نضع اليد في اليد ونعمل على مزيد تطوير أداء إدارة الإعلام والاتصال بالاهتمام بمختلف ملاحظاتها باعتبارها مسؤولة عن صورة الوزير والوزارة في الداخل والخارج وبإيلائها المكانة اللائقة بتمكينها من مختلف التجهيزات اللازمة ومدها بكل الملفات والمعطيات مسبقا قبل أي نشاط حتى تكون أول من يعلم وحتى تقوم بواجبها على أفضل وجه وفي ظروف مهنية مريحة... لكن مع الأسف كل ذلك لم يحصل.
كنت أنتظر منك سرعة الرد على مختلف الطلبات والاستفسارات التي ترد علينا من كل الصحفيين والصحفيات الذين تسببت لنا في كثير من الحرج معهم. 

كنت أنتظر منك وزيرا متواضعا يألف ويؤلف يتحدث مع الجميع ويأخذ المصعد مع الجميع ويحمل محفظته بنفسه ويتسع صدره للرأي الآخر ولا يعامل من يعملون معه بقسوة وغلظة.. لا يعاملهم معاملة السيد للعبيد في ضيعته الخاصة- وهنا أنزه جميع أبناء الوزارة أن يكونوا عبيدا- مما ولد حالة احتقان شاملة في الوزارة وخيبة أمل كبرى ربما تعلمها وتسعى لتجاهلها.
كنت أنتظر منك أن تولي أهمية قصوى لصورتك داخل الوزارة كما توليها لصورتك خارجها في وسائل الإعلام والمحافل الوطنية والمآدب والندوات. كنت أنتظر منك أن لا تقصي من يخالفك الرأي وتسيء استخدام نفوذك وسلطتك. كنت أنتظر منك أن تفعل وتجسد ما تنادي به في خطبك ومداخلاتك في وسائل الإعلام من ديمقراطية وشراكة وحوار بناء وحسن إصغاء وإعادة الأمل وقبول الرأي الآخر مهما كان مختلفا...

سيدي الوزير 
لقد حاولت بشتى الوسائل والطرق لفت نظرك إلى بعض الهنات في عملك التي من شأنها أن تسيء إلى صورتك كوزير وإلى حكومتك وإلى الدولة باعتبار الوزير رجل دولة. كما حاولت لفت نظرك إلى الصعوبات التواصلية التي يجدها كامل فريق إدارة الإعلام والاتصال بالوزارة في العمل معك سواء بالملاحظة المباشرة لك أو من خلال إيصال بعض الملاحظات لك عبر المقربين منك.. لقد حاولت إصلاح ما يمكن إصلاحه وذلك من ضمن مهامي كمكلف بالإعلام وليس منة.. لقد حاولت مع فريق إدارة الإعلام والاتصال الذين أعتبرهم عائلتي بالوزارة إصلاح أخطائك الاتصالية والتواصلية التي أعيتنا واحتار دليلنا معها لكن لا حياة لمن تنادي.

سيدي الوزير
هل تعلم أنك الوزير الوحيد في الأربعة وزراء الذين عملت معهم خلال قرابة الثلاث سنوات الوزير الوحيد الذي لا يرد على هاتفي كمكلف بالإعلام ولا يطلبني لاحقا ليستفسر عن سبب اتصالي به؟؟؟ وهذا خطأ اتصالي قاتل. 
هل تعلم أنك الوزير الوحيد في الأربعة وزراء الذي يأتي متأخرا دائما تقريبا عن مواعيده حتى في وسائل الإعلام ولعل خير مثال تأخيرك بـــ 25 دقيقة كاملة على موعد بنصف ساعة من 05.30 إلى 06.00 مساء ضبطته لك في إذاعة إكسبراس Fm يوم 31 مارس 2015 وبعد أن أخذت المصدح ل 5 دقائق فقط خرجت من الاستوديو في حالة غضب هستيرية قائلا: أنا وزير لي التزامات كيف أتدخل 5 دقائق فقط أين مدير الإذاعة وذلك عوضا عن الاعتذار للصحفية والمستمعين عن هذا التأخير الذي لم يحصل لي مع أي وزير ثم تحملني المسؤولية لوحدي وكأني أنا المسؤول رغم أنني سبقتك هناك قبل الوقت وبقيت أنتظرك ثم لا تعترف بتأخيرك ولا تعتذر؟؟
هل هذه هي منهجية العمل التي تبشرنا بها في الإعلام وفي الوزارة هل بهذه المنهجية تعتقد أنك ستصبح أفضل وزير في حكومة الحبيب الصيد؟ 

سيدي الوزير 
قد تنجح في فرض منهجيتك هذه على غيري ومن يأتي من بعدي لكنك لم ولن تنجح في فرضها علي فاخترت استعمال نفوذك بالضغط علي ومحاولة إقالتي من عملي عبر مسرحية سيئة الإخراج تكون أنت خارج صورتها بريء منها براءة الذئب من دم بني يعقوب بإلحاحك علي لتقديم مطلب إنهاء مهام لأسباب عائلية.
لكن هيهات هيهات أن تخدعني فأنا لا أساوم في الدفاع عن حقي ومهنتي ومبادئي بقلمي وبكل الوسائل المشروعة ديدني في ذلك إعلاء صوت الحق ومواجهة كل مظاهر الظلم والطغيان والاستبداد بالرأي من أي شخص كان مهما علا شأنه.
وها أنذا أجدد لك كتابيا عبر هذه الرسالة- مادامت لم تصلني إلى حد الساعة مذكرة إنهاء مهامي- رفضي القاطع لضغوطاتك التي تمارسها علي لتقديم استقالتي من عملي في خطة مكلف بالإعلام ومدير إدارة الإعلام والاتصال بوزارة التكوين المهني والتشغيل والتي باشرتها منذ أكتوبر 2012.
أجدد لك رفضي تقديم استقالتي لأسباب عائلية كما طلبت مني في ثلاث مناسبات كانت أولاها يوم 22 ماي 2015 عندما دعوتني لمكتبك بالوزارة وثانيها كانت خلال مكالمة هاتفية يوم 28 ماي دامت أكثر من ربع ساعة قلت لك خلالها مطلب إنهاء مهام لأسباب عائلية شأن شخصي...

سيدي الوزير
إذا كان البعد عن العائلة مبررا مقنعا لديك لإجباري على تقديم استقالتي لأسباب عائلية فلماذا لا تقدم استقالتك أنت من الوزارة ما دمت قلت لي في اجتماع 22 ماي 2015 أنك تعيش الوضعية ذاتها أي البعد عن عائلتك وأنا أقدم استقالتي من إدارة الإعلام والاتصال بالوزارة؟

سيدي الوزير
أؤكد لك مجددا ما كنت قلته لك سابقا أنني أعمل بمبدأ "الكلام الوجاع نفاع" لكنك تفضل الكلام اللماع وأنني لا أجامل في عملي وأن لديك النفوذ التام والصلوحيات الكاملة لإنهاء مهامي في أي وقت شئت ودون حاجة لتقديم مبررات. لكنك رغم ذلك أعدت الكرة وطلبت مني للمرة الثالثة على التوالي يوم 09 جوان 2015 في مكالمة هاتفية تقديم استقالتي لك لأسباب عائلية فأعدت لك القول أنك وزير يمكنك إنهاء مهامي متىى شئت ولن أقدم لك مطلب إنهاء مهامي لأسباب عائلية.

سيدي الوزير 
تستطيع إقالتي من عملي منذ اليوم ولا تنتظر إلى آخر الشهر إذا ضاق صدرك بهذه الرسالة المزدحمة بالرسائل الاتصالية التي أرجو أن تعيها. تستطيع أن تحرمني من حقوقي المتثملة في شهرين "كونجي" وقصاصات وقود تفوق قيمتها 2600 دينار وعدتني بالنظر فيها ثم أخلفت وعدك بقولك لي: "برا إشكي" تستطيع إقالتي وسجني وتجويعي وحرماني من كل حقوقي ولكنك لا تستطيع إسكاتي وإخماد صوتي وإيقاف قلمي عن كشف الحقائق ونقد كل الممارسات المخلة بشرف مهنة المكلف بالإعلام وإدارة الإعلام والاتصال بالوزارة وذلك دون تجن عليك بل من خلال أمثلة ووقائع.

سيدي الوزير
لتعلم أننا نعمل ضمن مؤسسات الدولة نعمل لهذا الوطن لمصلحة تونس وليس لمصلحة أي شخص مهما علا شأنه.
لتعلم أن مهمة إدارة الإعلام والاتصال بالوزارة والمكلف بالإعلام بها والملحق الصحفي أو الناطق الرسمي الإعلام والتوضيح وتسهيل مهام الصحفيين وليس التلميع...
لتعلم أن هيبة المكلف بالإعلام وهيبة إدارة الإعلام والاتصال من هيبة الدولة وهيبتها في معاملة كفاءاتها باحترام وتقدير في إطار حوار بناء لما فيه مصلحة الدولة ومؤسساتها..
وفي هذا الإطار أود لو تتكرم وتبلغ هذه الرسالة إلى رؤسائك الأربعة: (رئيس الدولة ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ورئيس حزبك) الذين أنزههم أن يكونوا قد أعطوا لك تعليمات بشأن هذه الممارسات وأن يوافقوك على هذه المنهجية التي تتبعها مع الإعلام ومع كفاءات الوزارة.
أود أن تبلغهم تساؤلا جوهريا: إلى متى يبقى المكلف بالإعلام دون ضمانات وآليات تحميه في عمله من إساءة استخدام نفوذ وسلطات مرؤوسيه؟ إلى متى يبقى تحت رحمة ومزاج المسؤول الأول في مؤسسته وزارة كانت أو غيرها؟ إما الطاعة العمياء والتزلف والتلميع أو الإجبار على الإقالة بإنهاء الإلحاق إن كان في حالة إلحاق أو التجميد إن كان من أبناء الوزارة وبناتها؟؟؟

سيدي الوزير
سأشكوك ولكن لرب السماء الذي يمهل ولا يهمل واعلم أخيرا وليس آخرا أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الكرسي الذي أنت جالس عليه لو دام لغيرك لما آل إليك... وأنه قديما قيل لفرعون: لماذا تفرعنت فقال: لأنني لم أجد من يردعني..
حسبي الله ونعم الوكيل فيك".

الإمضاء: مسعود الكواش المكلف بالإعلام مدير إدارة الإعلام والاتصال بوزارة التكوين المهني والتشغيل إلى حد هذه اللحظة